انعكس دخول الروبوتات إلى عالم التصنيع على تسريع عمليات الإنتاج وتقليل الأخطاء البشرية، إلا أن المصانع ظلت تعاني من خسائر كبيرة جرّاء حالات الطوارئ والأعطال المفاجئة. فتوقّف معدّات خطوط الإنتاج مشكلة مُكلّفة اقتصادياً، كما أنّ أي خللٍ في المنتج قد لا يُلحظ إلا بعد وصوله للمستهلك النهائي، ما يعني أنّ جميع العمليات التي سبقت وصوله لم تكن إلا هدرًا للموارد.
تأتي تقنيات الذكاء الاصطناعي للتغلب على هذه المشكلات مستفيدةً من البيانات المتدفقة يوميّا من عمليات التصنيع، حيث يُمكن توظيف تقنيات إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات لاستكشاف الأعطال والأخطاء المحتملة قبل حدوثها وتفعيل الصيانة التنبؤية. ويُفيد ذلك في توفير التكاليف التشغيلية، تقليل فترات التوقف، والتنبؤ بالعمر الافتراضي للآلات ومعدات الإنتاج واستبدالها قبل توقّفها. في هذه الفرصة ستطور نظام أو خوارزمية توظف الأساليب العلمية لمراقبة الآلات، كقياس درجة حرارة النقاط الحرجة في الأجهزة الكهربائية، وقياس الاهتزاز في المعدّات الميكانيكية، واستخدام الأشعة فوق الصوتية والأشعة تحت الحمراء للفحص والمراقبة، والفحص البصري المدعوم بتقنيات رؤية الحاسوب. كما يمكن استخدام المستشعرات المختلفة لمراقبة بيئة المصنع وملاحظة التغيّرات في درجات الحرارة، الرطوبة، وتركيز الغازات وإرسال التنبيهات لإدارات الصيانة والأمن، وتفعيل أنظمة الإنذار المبكر عند الحاجة. كما يُمكن للأنظمة الذكية أن تفّعل إجراءاتٍ وقائيةٍ عاجلةٍ في حالات الطوارئ دون تدخّل البشر، وذلك من خلال تحليل البيانات واتخاذ القرارات بناءً على الرؤى المستخلصة منها.