مع تزايد التركز السكاني في المدن، أصبحت الفعاليات المجتمعية تتطلب أدواتٍ متقدمةٍ لإدارة حركة الحشود، والتي يجتمع فيها آلاف الأشخاص في مساحةٍ محدودة ووقتٍ محدود، كمواسم الحج والعمرة، البطولات الرياضية، والحفلات والمهرجانات الموسمية. وتتطلب أي فعاليةٍ مجتمعية وضع خطة لتنظيم دخول الحشود وتنظيم التحرّك بداخلها والتفويج منها، مع الأخذ بالاعتبار ما يمكن أن ينشأ في حالات الطوارئ والكوارث الطبيعية، وحتى ما يُتوقع من تصرّفات الحشود وُفق مشاعرهم. يأتي دور الذكاء الاصطناعي لتطوير إمكانيات تحليل الحشود وتحليل الصورة الإجمالية وإعطاء تقديرٍ سريعٍ ودقيقٍ لعدد الأشخاص في الصور، وتتبع تحركاتهم وتوزيعاتهم في الأماكن المزدحمة في الوقت الفعلي. كما تستخدم أنظمة الذكاء الاصطناعي مجموعةً من الصور والزوايا لتتعلّم كيفية تمييز البشر عن الأشياء وتحويل الصور إلى بيانات مفيدةٍ في اتخاذ القرارات بطريقة معينة. في هذه الفرصة ستطوّر نظاماً أو خوارزميةً لدعم حلول إدارة الحشود، يُمكن فيها أن توّظف رؤية الحاسوب وتحليل الصور وتحليل البيانات ومشاركتها في الوقت الفعلي، وإشراك الحشود في عملية الإدارة من خلال تزويدهم بالبيانات المهمة وتمكينهم من اتخاذ القرارات الذكية في تفعيل المساحات وتوزيع الازدحام ورسم المسارات، بناءً على وجهة الأشخاص ورغبتهم في الابتعاد عن مناطق الازدحام. كما يمكن من خلال الذكاء الاصطناعي أتمتة بعض مهام عناصر الأمن البشري، كمهام التعداد والتنبؤ بالمشاكل والاختناقات المحتملة، وتفعيل أنظمة التنبيهات لإرشاد الحشود.