يكون المرء معرضًا للإصابة بأمراض من فترة إلى أخرى. بعضها خفيف وتنسحب أعراضه بعد عدة أيام، وبعضها حالات مزمنة أكثر تحتاج إلى تدخل واستشارة طبية. لكن لا يقتصر الأمر فقط على الأمراض الجسدية، فهناك الأمراض العقلية التي قد تصيب الشخص في مراحل مختلفة من حياته وبسبب ظروف مختلفة قد يجد نفسه فيها.

ففي فترات الدراسة، قد يمر الطلاب بفترات يشعر بها بقلق مستمر لا يزول. وتحت ضغوطات العمل، قد يصل لمراحل من الاحتراق الوظيفي. بل أن العلاقات الاجتماعية أحيانًا قد تجعل الشخص يُصاب بأشكال من الاكتئاب، الانهيار العاطفي، والحزن.

لكن ليست الظروف وحدها هي التي تؤثر على النفسية، حيث أثبت الدراسات عبر الزمن أن هناك عوامل وراثية وتغيرات فسيولوجية قد يمر بها الإنسان قد تجعله يُصاب بهذه الأمراض. على سبيل المثال، عندما يمر الطفل بمرحلة البلوغ، فإن التغيرات الجسدية التي تحدث لديه تنعكس بأشكال مختلفة على نفسيته. فقد يصبح أكثر انطلاقًا وجراءةً، أو على النقيض الآخر، قد يصبح انطوائيًا وأكثر تحفظًا.

بناء على ذلك، يمكن القول إن الأمراض العقلية هي أمر طبيعي قد يصيب أي شخص. لكن الأهم من ذلك هو الوعي تجاهها وكيفية التعامل معها من قبل الفرد نفسه والمجتمع حوله. فكلما عُولجت وتم التعامل معها بالشكل الصحيح في وقت مبكر، كلما كان الأمر سهل وقابل للتخلص منه بسرعة. لكن الواقع مختلف، حيث ما زال المجتمع غير مثقفًا كفاية حول هذه الأمراض وطرق علاجها. وبهذا تزداد الحالات النفسية سوءًا وإزمانًا، حيث تصل لحالة معقدة يصعب عندها علاجها.

لكن كيف للتقنية أن تحسن من هذا الواقع الحالي؟ يقضي الناس جزءًا كبيرًا من يومهم على الإنترنت، ويتركون خلالها بصمات رقمية تُخبر الكثير عن حالاتهم النفسية وما يشعرون به في الوقت الراهن. كما أنه من الممكن تطوير تقنيات تساعد من جمع تحديثات من الناس عن حالة صحتهم العقلية بشكل دوري.

تهدف هذه الفرصة إلى تطوير أنظمة وآليات تقوم بمراقبة الحالة النفسية للأفراد، وتستفيد من البيانات المجمعة لتحدد إن كان هناك مشكلة نفسية متنامية، ومن ثم تقدم اقتراحات وإرشادات لمعالجة أو إخماد هذا الأعراض النفسية وتحسين الحالة النفسية لهم.